مصر تقترب لبناء أكبر حديقة بالطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم

مصر تقترب لبناء أكبر حديقة بالطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم بعد موافقة البنك الدولي على الاستفادة من استثمار 660 مليون دولا لمشروع 500 ميجاوات من الطاقة الشمسية الكهروضوئية.
وقد وافقت المؤسسة المالية الدولية (إفك)، وهي عضو في مجموعة البنك الدولي، بالإجماع على استثمارات تبلغ قيمتها 660 مليون دولار لإجمالي 500 ميجاوات من المشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي ستقع على مجمع بنبان الشمسي في مصر. وستستخدم هذه الأموال لتمويل 13 مشروعا كبيرا من مشاريع الطاقة الكهروضوئية يجري تطويرها من الشركات العامة والخاصة على السواء. وقال مؤيد مخلوف، مدير مؤسسة التمويل الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “إن هذا الاستثمار البارز يدل على أنه عندما يكون لديك سياسات الإصلاح الصحيحة، والحكومة الراغبة في السماح بمشاركة أكبر من القطاع الخاص، يمكنك جذب المستثمرين في كل قطاع، بما في ذلك البنية التحتية “مضيفا أن” الاستثمارات من هذا القبيل هي نواة النمو الاقتصادي التي تحتاج إليها مصر “.

كما اهتمت صحيفة “المونيتور” الأمريكية بمحطة الطاقة الشمسية بمحافظة أسوان، التي يتسابق فيها العشرات من العمال مع الوقت لاستكمالها، وتعد المشروع الأكبر والأول من نوعه في شمال أفريقيا.

وقالت الصحيفة إن المشروع، الذي يقع على بعد حوالي 25 ميلًا شمال محافظة أسوان في قرية بنبان، وتبلغ تكلفته 3.5 مليار دولار، يتكون من 41 محطة للطاقة الشمسية بطاقة إجمالية تبلغ 1.8 جيجاوات. وقد بدأ المشروع في عام 2015 وسيكتمل بحلول عام 2018.

وقال محمد الحسيني، رئيس وحدة الاستثمار في محافظة أسوان، وأحد المشرفين، للصحيفة الأمريكية: “مع الانتهاء من هذا المشروع، ستصبح أسوان رأسمال الطاقة الشمسية في البلاد، وستشكل سلة جديدة للطاقة في منطقة الشرق الأوسط”.

وأضاف الحسيني، أنه من المتوقع أن يكون المشروع من أكبر مرافق توليد الطاقة الشمسية في العالم، وأن يحقق تحولًا جذريًا في مجال الطاقة المتجددة في مصر، وسيعمل مشروع بنبان على تحويل قطاع الطاقة في البلاد، وتحقيق الاكتفاء الذاتي للطاقة، وحل أزمة الطاقة في مصر”.

وأشارت الصحيفة إلى أن بناء مجمع بنبان للتطوير الشمسي تم على مساحة 14.4 ميل مربع، خصصت لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، التي تديرها الدولة وفقًا لمرسوم صادر عن الرئيس عبدالفتاح السيسي في عام 2014. وقسمت الهيئة الوطنية للطاقة المتجددة الموقع إلى 41 قطعة منفصلة، وجعلها متاحة للمطورين والشركات لتنفيذ المشاريع الفردية.

وقبل التشييد، وقعت الهيئة اتفاقيات طويلة الأجل للانتفاع لمدة 25 عامًا مع شركات المشروع. وسيتم ربط 41 مشروعًا في موقع بنبان بشبكة الجهد العالي المصري من خلال أربع محطات فرعية جديدة تم تأسيسها من الشركة المصرية لنقل الكهرباء.

وسيتم ربط هذه المحطات الفرعية بخط 220 كيلوفولت قائم يمر بالقرب من موقع بنبان على مسافة حوالي 7.5 ميل.

فور اكتمال المشروع، ستكون الطاقة المولدة من محطات الطاقة الشمسية مرتبطة مباشرة بالشبكة الوطنية، ثم توزع في جميع أنحاء البلاد. ويقدر المسئولون أن الطاقة المولدة للمشروع تساوي 90٪ من الكهرباء المولدة من السد العالي في مصر.

وقال محافظ أسوان، مجدي حجازي، وقع الاختيار على أسوان لاستضافة هذا المشروع العملاق، نظرًا لموقعها الشمسي المثالي، فمع حوالي 9 و11 ساعة من أشعة الشمس يوميًا، وارتفاع درجات الحرارة تصل إلى 55 درجة مئوية، فتوفر بذلك أسوان ظروفًا ممتازة للطاقة الشمسية”.

وأضاف حجازي، أن المشروع العملاق سيوفر 20 ألف فرصة عمل على مدى فترة الأربع سنوات من البناء، وسيوفر 6000 فرصة عمل دائمة فور الانتهاء من أعمال البناء، على أن تكون أولوية العمل لسكان المدينة.

ونقلت الصحيفة عن هاني النقراشي، خبير الطاقة الشمسية: “الشمس هي أفضل ملاذ آمن في مصر وسط نقص إمدادات الطاقة، وعلى البلاد أن تستغل هذا الامتياز إلى أقصى حد وتستخدمه لتوليد الكهرباء وحل أزمة طاقتها”.

وأضاف نقراشي أيضًا أن مصر يمكن أن تبدأ بعد ذلك لتصدير الطاقة الشمسية إلى دول العالم، وتحقيق عائدات ضخمة التي تعطي دفعة للاقتصاد الوطني، وقال: “هذا الكنز المهجور يجب أن يستخدم في النهاية”.